وراء كل عظيمة رجل

الإعلامية اللبنانية ندين صيداني

الكويت

اهدي نجاحي لأبي وأشارك زوجي أفكاري لاني أثق به


حوار من انجاز بشرى شاكر

ندين صيداني إعلامية من اصل لبناني، أنيقة باستمرار وبشوشة دائما، لا تعتمد على مظهرها الجميل فقط، فهي مثقفة أيضا، تبحث وتقرأ وتحضر، فتوحي لضيوفها بالثقة وتجعلهم يتحدثون بسلاسة، تألقت في التلفزيون الكويتي في التسعينيات عبر برامج ترفيهية، فقدمت برنامج ليلة خميس" و"الفن السابع" و"بيتك" ولكنها عشقت برنامج "صباح الخير يا كويت" فاستمرت فيه منذ 17 سنة إلى الآن، "، ولكي نتعرف – لن نقول عنها أكثر فهي غنية عن التعريف- ولكن لكي نتعرف على بعض أفكارها أكثر نستضيفها عبر مجلة فرح...

أهلا بك أستاذة ندين صيداني

اهلا و سهلا بمجلة فرح وبكل اهل المغرب الكرام



بداية خبرينا، من لبنان إلى الكويت ثم الإعلام الكويتي كيف كان ذلك وكيف كانت البداية؟

لقد درست الإعلام في الجامعة اللبنانية الاميركية في بيروت وبعد التخرج عملت لفترة بسييطة في احدى المحطات التلفزيونية اللبنانية قبل ان انتقل مع زوجي الى الكويت. بداية عملت في قسم الدعاية والاعلان في احد البنوك ولكنني صراحة لم اتمكن من الابتعاد عن الاعلام طويلا. تقدمت للعمل في الفضائية الكويتية واجتزت الاختبار امام الكاميرا وقتها. اول برنامج قدمته كان "تصبحون على خير" وهو برنامج يومي منوع.

لماذا لم تعملي في الصحف اللبنانية؟

بصراحة أردت دائما أن يكون قلمي حرا لا يتبع اهواء او سياسة معينة وعند تخرجي من الجامعة كان لكل صحيفة في لبنان توجه معين. حتى الان لا استطيع ان اكتب او اقدم موضوع خارج قناعاتي. كان هناك انقساما بين اللبنانيين وقتها يقلقني ويؤرقني وللاسف بعد تسعة عشر عاما لا يزال هذا الانقسام موجودا

ألا تفكرين في تقديم برنامج في لبنان؟

فكرت أن أقدم في لبنان برنامج عن الكويت لابراز العلاقات المميزة بين البلدين. ولكن ان استقر في لبنان حاليا فهذا امر غير وارد لانني سعيدة في موقعي واستطيع التواصل مع وطني واهله من خلال تواجدي اليومي على الفضائية الكويتية.

بدأت بالبرامج الترفيهية ثم ابتعدت عنها، فهل يمكن أن تعودي لها إن عرض عليك ذلك؟

احن في كثير من الاحيان الى البرامج المنوعة وقد اكون قد ابتعدت عنها بسبب غياب الفكرة. لقد قدمت بعض السهرات الفنية المنوعة مؤخرا منها لقاء قسم الى حلقتين مع الشاعر المصري محمد حمزة قبل وفاته بعدة اشهر الذي كتب الكثير من اغاني العندليب الراحل عبد الحليم حافظ ومنها موعود، زي الهوى، سواح. كان الحوار ممتعا استعرضنا خلاله مشواره مع العندليب الراحل وعلاقته الوطيدة به وبعض المقالب الطريفة التي جمعتهما. لقد تطرقنا الى جوانب جديدة في حياة محمد حمزة والفنانين الذين قدم لهم اجمل الاغاني. اعشق تقديم هذا النوع من البرامج الذي يحمل عمقا فنيا ويثري رصيد معلوماتي وخاصة بأنه يمكن أن يعرض في اي وقت حتى ولو مرت سنين.


لماذا تفضلين البرامج الحوارية؟

اشعر في البرامج الحوارية بانني انطلق الى افاق جديدة استمع فيها الى الرأي الاخر. الحوار يكون بمثابة مواجهة ولا اقصد هنا المواجهة السلبية، فهناك أيضا مواجهات ايجابية. احب ان اخترق الضيف لاحصل على معلومة جديدة. هذا النوع من البرامج فيه تحد لقدراتي الاعلامية والحوارية.


العديد من الممثلين باتوا مقدمي برامج تلفزيونية الآن، فمثلا نرى الفنان السوري القدير "عباس نوري" يقدم حاليا برنامج "ساعة الحقيقة" على قناة "mbc" ، الممثلة اللبنانية "رزان مغربي" تقدم حاليا برنامجا على قناة الحياة المصرية كما قامت الفنانة المصرية يسرا بتقديم برنامج "بالعربي" والعديد من النجوم السينمائية توجهوا لهذا المنحى الآن، بنظرك هل تخدم شهرة الممثل برامج كاهته أكثر لذلك تستعين به القنوات الفضائية، أم صار هناك خلط للأدوار وحيف للإعلاميين؟

هذه الظاهرة لم تبدأ فقط مع الاسماء التي ذكرتيها فهي كانت موجودة دوما وهذا لا يؤثر علينا كاعلاميين ولا اعتقد انه يخلط الادوار لان الجمهور عندما يرى الفنان في البرنامج فهو يرى الممثل وليس المذيع او الاعلامي. قد يتطلب البرنامج وجود هذا الفنان مثلا، أما إن كانت تخدم شهرته فلا اعتقد لان الجمهور سيتذكره دوما كممثل وستبقى اعماله الفنية عالقة في الذاكرة اكثر من البرامج التي قدمها. ويبقى الحضور هو الاساس في اي برنامج والكثير من الفنانين لديهم قبول كبير لدى المشاهد مما يحقق للبرامج النجاح الاكيد وهذا يعني ان شهرة الممثل هي التي قد تخدم البرنامج.


ما رأيك بالدراما الكويتية بما انك تلتقين بالعديد من الفنانين هناك ولماذا بنظرك تنشط الدراما أكثر فقط في شهر رمضان المبارك؟

الدراما الكويتية مميزة من خلال المسلسلات التي تقدم خلال العام ومن خلال الاسماء المعروفة المشاركة فيها. لا نعاني من غياب كتاب السيناريو كما ان الفنانين انفسهم يقومون بكتابة المسلسلات مثل الفنان الكبير عبدالحسين عبد الرضا والفنانة القديرة حياة الفهد. المسلسلات تنشط في شهر رمضان بسبب التنافس الكبير بين مختلف المحطات التلفزيونية ولان نسبة المشاهدة في الشهر الفضيل اعلى بكثير من الايام العادية.


ما رأيك بالقوائم السوداء التي باتت تقض مضجع الفنانين والنجوم غير الموالين لثوار كل بلد على حدة والتي تعج بها الصفحات الاجتماعية؟

أؤمن بحرية الفرد بالتعبير عن رأيه، يجب ان يكون هناك تقبل للاخر والوصول الى نقطة الايمان بان من ليس معي ليس عدوي. لكل انسان قناعاته لا يمكن تغييرها بسهولة.

هل سبق وعرض عليك التمثيل وهل ستحبذين خوض التجربة؟

نعم منذ حوالي السنة عرض علي تمثيل دور الاعلامية في عمل كويتي عرض مؤخرا في احد المهرجانات العالمية. لقد رحبت بالفكرة عندما طلب مني المشاركة لان العمل مميز ويجمع فنانين كبار واظهر فيه بالصورة التي تعرف الي الجمهور من خلالها اي دور المذيعة. ولكن للاسف الشديد بسبب عارض صحي لم اتمكن من المشاركة.

مذيعات الخليج وخاصة الكويت معروفات بأناقتهن وجمالهن ولكن يؤاخذ عليهن بعض المشاهدين من العالم العربي كونهن يبالغن في استعمال الماكياج والإكسسوارات وطريقة تسريحة الشعر، حتى بتنا نرى ندين تشكل -إن أمكن القول- حالة خاصة بينهن، فهل هذا التميز له علاقة بشخصية ندين وهل ترين أن مظهر مقدمة البرنامج عليه أن يتوافق مع فحوى ومضمون ما تقدمه؟

اعتقد أن هذا الأمر يرتبط بشكل مباشر بشخصية المذيعة، لا احب التكلف افضل ان ابقى على طبيعتي امام الشاشة. وخاصة انني اقدم برنامج صباحي يتطلب ماكياج معين وخفيف لا اريد ايذاء عين المشاهد في الصباح الباكر.


تواجهين الكاميرا منذ أزيد من 17 سنة اعتقد، فهل تذكرين كيف كانت مواجهتك لها أول مرة وهل استطعت التخلص من الشعور القديم أم يعاودك دائما؟

لا يمكن أن أنسى اول ظهور لي امام الشاشة لقد شعرت ان قلبي خرج وهرب بعيدا عني احسست بان كل من في الاستوديو سمع دقاته المجنونة. الطريف انني عندها كنت اقدم فيلم اه واه من شربات فاغتنمت فرصة الاه ومددتها كثيرا أأأأأأأأأه لكي اخرج الاه من صدري وضحك وقتها كل من في الاستوديو. اليوم اختلف الامر الرهبة لم تعد موجودة لكن الإحساس بالمسؤولية أصبح اكبر ولا زلت حتى اليوم وبعد 17 عاما اتوتر قبل اي عمل جديد اقدمه حتى ان التوتر يمنعني احيانا من النوم.

ما رأيك ببرنامج "اوبرا وينفري" الذي استمر ل25 سنة وصنف بين الأكثر مشاهدة في العالم وحتى في العالم العربي؟

كنت متابعة مخلصة لبرنامجها لسنوات. تعجبني طريقة ادارتها للحوار وعفويتها. انا من اشد المعجبين بها وساهمس لك بسر أغار منها ولكن غيرة ايجابية. اغار من مجلتها من برنامجها من المحطة التي افتتحتها مؤخرا ولكنني احبها واقدرها واحترمها. اوبرا توجت ملكة على عرش الاعلام ولا يمكن لاحد ان ينافسها.


يؤاخذ البعض على بعض القنوات الإخبارية نقلها لأخبار مشوشة أو مبالغ فيها خاصة بعد الثورات الأخيرة، فمن بنظرك يتحمل عبئ هذا التشويش الإعلامي هل هو ناقل الخبر أي المراسل أم هي الإدارة التي تبثه، أم هي رغبة في الترويج السريع مثل أكلات الفاست فود لأيامنا هذا؟

أصبح لدينا خلط ولم نعد نستطيع ان نجذم ان كانت الاخبار فعلا مشوشة ام لا واين الحقيقة واين الخيال. ما يحدث لم يمر على منطقتنا من قبل. المراسل ينقل ما يراه على ارض الواقع فان كانت الصورة المقدمة مزيفة فهو غير مسؤول عنها المسؤول هو صانع الصورة وصانع الحدث. هذا ان كنا نتحدث عن اعلام يتمتع بمصداقية وبحرفية عالية في نقل الحدث.

قلت في حوار سابق لك أن الإعلام غالبا ما يركز على النقط السلبية التي تحبط الناس ولذلك تفضلين التركيز على الايجابيات، فالي أي مدى يؤثر الإعلام على عقول الآخرين وعلى فهمهم للأوضاع وكيف يمكن لوسيلة إعلامية أن تكون أداة هادمة أو بناءة؟

اعتدنا أن نقول دوما الاعلام سلاح ذو حدين وهي مقولة تلخص المعنى الحقيقي للاعلام. كل الوسائل الاعلامية خطرة من خلال استخدامها لاسلوب البروباغندا. عصرنا الحالي هو عصر الاتصالات والتكنولوجيا يمكن للمعلومة ان تصلنا اينما كنا ولذلك فاصبح من السهل جدا التأثير علينا والعبث بافكارنا.


ماذا تشكل الأسرة لندين وهل تخليت على أحلام إعلامية من اجل أسرتك؟

الأسرة أهم جانب في حياتي بل هي كل حياتي. نعم تخليت عن الكثير من البرامج لاتفرغ لرعاية ابنائي ولكنني لا استطيع القول بانني استغنيت عن احلامي الاعلامية فهي فقط برامج .احلامي لا زالت قائمة وان انتهت او انطفأ طموحي فعندها ساعلن نهايتي الاعلامية

هل أحسست يوما بالندم على ذلك؟

لأنني قلصت من برامجي؟ ابدا قد اكون بذلت جهدا اكبر لاحافظ على مشواري الاعلامي وعلى عائلتي. حاولت جهدي ان امسك العصا من النصف. لم يكن سهلا ولكنني اليوم اشعر عندما انظر الى أبنائي اشعر بالفخر ونفس الشعور ينتابني عندما اسمع كلمات التشجيع والتاييد والمحبة من جمهوري.

فقرتنا هاته تدعى وراء كل عظيمة رجل وهي عكس للمثل الصالي، فكل امرأة عربية هي كنز في عين فرح وهي أكيد بعملها عظيمة لدى الكل، فمن كان لدى ندين ذلك الرجل الذي يمكن أن نطلق عليه مثلنا الجديد؟

في حياة ندين رجلان. الرجل الاول في حياتي هو والدي الحبيب الراحل الذي اهديه كل نجاح وصلت اليه. والدي الحبيب زرع في الثقة، التحدي، كان من أكثر المشجعين لي. لم ينس يوما مشاهدة برنامجي. كنت المدللة عنده. كم اشتاق إليه، اليوم بعد ثماني سنوات من وفاته لا يزال غيابه يؤلمني. لا زلت اشعر انني اود ان اكون افضل مما انا عليه لكي يزداد فخرا. حبيبي بابا الله يرحمك.

الرجل الثاني في حياتي هو زوجي الحبيب، هو من يساندني ويساعدني. اتشارك معه الافكار فيقدم لي النصيحة. أخذ رايه في كل امور حياتي وخصوصا فيما يتعلق بالاعلام لانني اثق بقراراته.


سؤال يراود حتما ذهن النساء اللواتي يشاهدنك عبر الشاشة، كيف تستطيع ندين أن تبقى جميلة دائما؟

باللبناني خجلتيني ما بعرف شو بدي قول.



ما هي أحلام ندين التي لم تحققها وتتمنى أن تفعل؟

لدي الكثير من الأحلام التي تتغير تنقص تزداد بحسب المرحلة التي امر بها اليوم اطمح الى تقديم برنامج حواري اجتماعي ويكون من اعدادي و تقديمي.

سعدنا باللقاء بك ونتمنى لك المزيد من التوفيق والسداد ونترك لك مساحة تخاطبين فيها قراء مجلة فرح

أنا اشكر مجلة فرح على هذا اللقاء واود ان اذكر ان اعز صديقة لي من المغرب علاقتي بها تشعرني ان كل اهل المغرب اصدقائي. اعشق الشاي المغربي والطعام المغربي وبالاخص الباستيلا وكعب الغزال. اتمنى زيارة المغرب قريبا للتعرف عليها بشكل اكبر على تراثها حضارتها. اتمنى زيارة مراكش فاس كازابلانكا ومناطق اخرى كثيرة. وبالنهاية اقول الى لقاء قريب يا أحلى أصدقاء...