ثانوية عبد الحميد الزهراوي في حمص

تاريخ بناء الثانوية
في البداية كانت مدرستين اهليتين افتتحت الاولى عام 1906باسم المدرسة العلمية والثانية 1908 باسم مدرسة الاتحاد الوطني وفي 1915 وحدت المدرستين وفي 1918 وهبت الى الدولة واصبحت التجهيزية وسميت باسم المدرسة الحسينية السلطانية وقد سميت زمن الانتداب تجهيزية حمص وبعد الاستقلال سميت تجهيزية البنين الاولى وفي 1948 أطلق عليها اسم الشهيد عبد الحميد ثانوية عبد الحميد الزهراوي في حمص Zahrawy

ثانوية عبد الحميد الزهراوي في حمص Zahrawy

الزهراوي أحد أبرز شهداء السادس من أيار الذين أعدموا عام 1916. وقد درس فيهل ودرّس فيها العديد من الشخصيات السورية الهامة . وتعتبر من الثانويات النموذجية في المحافظة من حيث البناء والكادر التدريسي والإداري.

تصميم الثانوية العمراني
تتميز ثانوية الشهيد عبد الحميد الزهراوي بحمص بهندستها الفريدة وتصميمها العمراني الرائع من الداخل والخارج حيث تعد من أجمل الأبنية المدرسية التاريخية والأثرية. كما ان الثانوية مبنية من الحجر البازلتي الاسود سمة العمران والعراقة في أبنية حمص التاريخية تحيط بها الحديقة من جهاتها الثلاث وتتألف من ثلاثة طوابق فيها 34 قاعة صفية إضافة إلى غرف الاداريين والمدرسين وثلاثة مخابر كما تتميز قاعاتها بالاتساع وبسقوفها العالية وأبوابها الكبيرة اما نوافذها فهي مصممة بطريقة صحية تساعد على دخول الضوء والهواء بشكل جيد وتحتفظ جدرانها البازلتية بالبرودة صيفا والدفء شتاء.
كما ان مخابر المدرسة تعد نموذجية بما تضمه من مواد وأدوات علمية تسمح باجراء التجارب الفيزيائية والكيميائية اضافة الى مدرجين أحدهما للفيزياء وآخر للكيمياء لشرح التجارب والدروس العملية للطلبة حيث يتم عرض التجارب العلمية على جهاز عارض موصول بحاسوب اضافة الى احتفاظ المخبر بالوسائل القديمة التي يعود عمرها الى أكثر من ثمانين عاما . كما تحظى الثانوية بمكتبة تزخر بأكثر من 1600 عنوان لكتب قديمة تشمل مختلف جوانب الحياة الادبية و التاريخية والاجتماعية والثقافية والدينية يعود تاريخ أقدمها إلى عام 1911 اضافة للعديد من المعاجم اللغوية العربية و الاجنبية لمؤلفين وأدباء عرب ومحليين. ثانوية عبد الحميد الزهراوي في حمص Zahrawy2

ثانوية عبد الحميد الزهراوي في حمص Zahrawy2

كما تحتوي الثانوية على متحف في الطابق الأرضي فيه خلاصة جهود الأجيال السابقة والادارات الثلاث والعشرين التي تعاقبت عليها ويضم العديد من الكوءوس للفائزين الاوائل في مختلف النشاطات العلمية والرياضية والفنية والمسابقات التي كانت تشارك فيها المدرسة بطلابها المتميزين في مختلف المجالات اضافة الى مجلد يحوي تاريخ المدرسة وسجلات بأسماء وصور الطلاب القدامى الذين درسوا فيها منذ التأسيس اضافة الى وسائل علمية وخرائط جغرافية وأجهزة راديو قديمة وجهاز حساس لقياس وزن الذهب ودورق زجاجي للتجارب الكيميائية وآلات موسيقية كشفية من أبواق وطبول حيث كانت تقام مخيمات كشفية للطلبة.
كما تضم الثانوية مسرحا واسعا تقام فيه جميع الانشطة الفنية والموسيقية وحفلات التعارف والاحتفالات بالمناسبات الوطنية والقومية يذكر أن ثانوية الزهراوي تضم للعام الدراسي الحالي حوالي 800 طالب من الثانوية العامة في الفرع العلمي يشرف على تدريسهم نحو 40 مدرسا ومدرسة إضافة إلى 12 اداريا وموجها.
ترميم الثانوية
تم في صيف عام /2008/ إعادة ترميم الثانوية من الداخل، وتم وضع نظام تدفئة مركزية، ودهنها، وتبليطها بالغرانيت في القاعات الصفية مع حجر بازلتي بالممرات، إضافة إلى تلبيس الدرج، ووضع أثاث جديد كامل، ورصف الباحات، وإعادة ترميم دورات المياه، ووضع إنارة جديدة كما تم ترميم واجهتها والسور المحيط بها ليظهر الحجر البازلتي بكل أصالة وهيبة ولتشكل المدرسة درة ثمينة وسط الابنية الحديثة التي تقابلها حيث بانت الحجارة الجميلة وعاد للزهرواي ثوبها الجميل الأصيل ...حيث فن العمارة العربية الذي يسر العين ويبهج القلب . فالشكر والامتنان لليد البيضاء التي امتدت لتزيل الثوب المستعار لهذا الصرح المعماري ...الشكر للسيد محافظ حمص الذي ما إن سمع بقصة الزهراوي حتى أعطى تعليماته مع ملايين الليرات من أجل أن تعود للزهراوي هيبتها وجمالها والوجه الأصيل لها . وشكراً لمجلس مدينة حمص الجهة الدارسة للمشروع وللجهات المنفذة التي أعادت لهذا البناء تاريخه الجميل موصولاً بحاضره البهي ..حيث الذكريات لأجيال تخرجت من هنا . تتألق الزهراوي ويولد تاريخ جديد لها .. فهي تمثل فصلاً مشرقاً ، هاماً وجميلاً ، في تاريخ التربية والتعليم في قطرنا الحبيب وفي مدينتنا حمص والشكر ، أخيراً ، لمديرية التربية ، التي تابعت تنفيذ المشروع يوماً بيوم ...ونتمنى أن تفتش - كل الجهات - على التراث الجميل المخفي كي نعيد له إشراقته ومجده وجماله .‏
وأخيرا سيبقى هذا البناء يختزن الكثير من الماضي ويتوغل إلى عمق الحاضر ، بكل ما فيه من إشعاع فكري وحضاري ...باتجاه المستقبل . إنها ثانوية الشهيد عبد الحميد الزهراوي ، بشموخها وهيبتها على طريق حمص - طرابلس . فكم من الأجيال تخرجت منها ، وبعض خريجيها تبوأوا مناصب إدارية وسياسية رفيعة : وزراء ونوّاب ومديرون عامون ......مهندسون وأطباء وأساتذة جامعات ...فنانون وأدباء ...امثال الأديب الراحل "عبد المعين الملوحي"، والأديب "رفيق الفاخوري" والدكتور "شاكر الفحام"، والنحوي الأستاذ "محي الدين درويش" والناقد السينمائي "نادر الأتاسي"، والشاعر "عبد الباسط الصوفي"، والدكتور "فواز الأخرس"، والشهيد "محسن تركاوي"، ووزير الدفاع السابق العماد أول "مصطفى طلاس"، والفنان الراحل "نبيل خزام"،