صرخة أنثى معبرة جدا

عدد المساهمات : 214 تاريخ التسجيل : 04/07/2011

قالت يوما وقد فتحت جزأً من نافذة أعماقها وأحاسيسها....
أنا أحب الربيع...وأحب تفتح أزهاره...والثوب الأبيض الذي تلبسه أشجار اللوز ... وأشجار الدراق.... وكأنها عروس تقدم نفسها للريح فيلقحها ويمنح الحياة في رحمها .... فأحس بأنني قد تفتحت أزهاري أنا ألأخرى.... فأنطلق في الحياة...وأمرح...وكأنني في بداية صباي.... ولكن مع انتهاء الربيع أعود الى نافذتي حزينة وأغلقها بانتظار ربيع آخر في العام القادم...
وسألَت ...ترى كم عام في أعمارنا؟؟؟ وكم من ربيع....؟؟؟ أحاسيسي التي أفتحها بالربيع أبقى أحاسب نفسي عليها بقية العام.... وأقع ما بين لوم نفسي على ما بدر مني...وبين رغبة كانت مكبوتة لدي... ووجدت في الربيع فرصة لأجعلها تنطلق...ألا يحق لي بأن أمرح وأفعل ما أرغب لو على الأقل أياماً معدودة في كل عام...؟؟؟ نحن قد حبسنا مشاعرنا... وأحاسيسنا... ورغباتنا...داخل قمقم...حبسناها خلف طبقات من التدين ...والعيب...والعفة...والشرف...والكرامة...وجميع مورثات مجتمعنا الذي تعوّد على أن يقمع ذاته...ويقتل أحاسيسه...حتى الضحكة أصبحت شيء خاضع للحساب..خاصة إذا صدر من أنثى...
وأخرجت من صدرها تنهيدة زفرت فيها نار مشتعلة في صدرها من سنين....قالت أتدري ...أتمنى لو أنني أستطيع أن أقدم لحبيبي كل ما يخطر ببالي...وأن أكون معه على سجيتي... دون أن أخاف أن يُطرق بابي بغفلة ...ودون توجس من رقيب ..أو محاسبة من أحد...ترى هل ما أطلب شيء كثير..؟؟؟ هل لو استعملت حقي بجسدي ..وبمشاعري..وأحاسيس...وقدمتها طائعة مختارة لحبيبي.... أكون أخطأت ...لماذا أُحاسَب على شيءٍ هو ملكي أنا فقط؟؟؟....وهل وصل التملك للجسد؟؟؟...بعد امتلاك الروح...واغتيال الأحلام في مهدها....لماذا...لماذا....؟؟؟
آآآآآآه ما أقسى الوحدة وما أصعب أن يعيش الانسان في عالم ...لا يستطيع أن يجد من يشاركه إياه...فتفكيري يوصف بالكفر حيناً...وبقلة الحياء حيناً آخر...وبالرعونة على أقل تقدير لمن ينصفني...ولكن من وضع هذه المعايير لتصرفاتي؟؟؟...ألسنا جميعا نتاج مجتمع متخلف... يمارس العبودية بكل أشكالها... بدأً بنفسه وانتهاءً بأقرب الناس اليه؟؟؟... أليست ما نسميها بأنها قيم وعادات وتقاليد...جميعها قيود تكبلنا منذ لحظة ولادتنا؟؟؟...وتنتهي معنا الى القبر...حتى طقوس الموت نمارسها وفقاً لعادات وتقاليد...هل هذا العادات والتقاليد هي التي تجعلنا نعيش سالمين في دنيانا...ولو خرجنا عليها ولو قليلاً نذهب بأنفسنى الى التهلكة؟؟؟...من قال ذلك؟؟...ومن قرر؟؟...ومن عاش التجربة الأخرى وتنفس الحرية واختنق بهوائها...فقرر بأن هواء الحرية فاسد لا يصلح لرأتينا!!...والأفضل أن نتنفس هواء عاداتنا العفن وقيمنا التي أكل الدهر عليها وشرب...والتي اخترقناها من جميع الجهات ...حتى لم يبقى جزء فيها ما يستر عورة..أو يداري خجلاً... ولكن هي الشماعة التي نستخدمها كلما أردنا أن نقتل روحاً...أو نكبّل يداً طالبت بأبسط حق لها بالحرية في التعبير والتصرف بنفسها وجسدها....
قالت أشياء كثيرة...وجميعها تدمي القلب...وأسئلة جميعها مشروعة...أليس من حقنا أن نجرب...ونحن نقرر...ما نريد وما لا نريد؟؟؟؟ وكيف نريد؟؟؟ اليس من حقنا؟؟...اليس من حقنا..؟؟أليس من حقنا..؟؟؟ قالتها بنبرة غضب ...وهدأت ثورتها ... وكأنها قد أزاحت جبلاً ثقيلا جثم طويلاً على صدرها .... وعينها ترقب الروزنامة وتعد الأيام لعودة الربيع القادم...

22/6/2011

» أجمل37جملة معبرة
» صرخة جديدة في عالم التكنولوجيا تحكم في شكل لوحة المفاتيح
» بقايا حب قصيدة قصيرة ولكنها معبرة ارجو قرائتها