أدعم وعزز ثقة شريك حياتك بنفسه؟

بعض الرجال والنساء يحتاجون من حين إلى آخر لكلمات تزيد من ثقتهم بأنفسهم. لكن المبالغة في ذلك قد يكون لها أثر عكسي لإن الكلمات تفقد معناها بعد فترة وتجعلك تبدو منافقا وما تقوله مجرد كلمات لا تعنيها. من المهم أن يشعر الطرف الآخر بالثقة بنفسه وأن تساعده على ذلك.

إذا كنت في بداية العلاقة، كيف تجعله يشعر بتقديرك له؟ إليك بعض النصائح حول الموضوع.
إنصات

- المرأة تحب أن ينصت لها الرجل، وهذا يشعرها باهتمامه وتقديره. لذلك انصت لها جيدا وباهتمام ومن دون مقاطعة مهما كان كلامها مملا. بالطبع لا بد أن تكون جالسا بقربها وأنت تنظر لها عندما تتحدث.

- قولي له أن ما قاله شيء رائع، فالرجال يحتاجون لتعزيز ثقتهم بأنفسهم أكثر مما نظن. وكلما شعر بالثقة بنفسه أصبح أكثر قربا منك وحبا لك.

مديح

- قل لها أنها على ما يبدو أنجزت عملها بشكل جيد، ولكن لا تقل لها أن العمل الذي أنجزته جيدا، لإن ذلك يشعرها أنك معجب ومهتم بالعمل المنجز أكثر من إعجابك بكفاءتها أو قدراتها. الذي يجب أن يقال هو أنها موظفة رائعة وان رب العمل محظوظ لأنها تعمل معه. هذا سيشعرها بالثقة بنفسها وبالفخر أيضا.

- قولي له أنه يبدو رائعا في البنطال بدلا من أن تقولي له أن البنطال يعجبك جدا. اغلب الرجال لا يهتمون بالموضة، لذلك مجاملته بإبداء إعجابك بحسن اختياره للبنطال لن تكون ذات قيمة لديه. امتداح مظهره سيجعله يشعر بالثقة بنفسه ومظهره.
اهتمام

- اضحك على نكتها واتبع ذلك بتعليق وقل لها أنه من الرائع أن تعيش أو تلتقي بشخص لديه روح الدعابة والنكتة. مجرد ضحكة بعد النكتة ستجعلها تشعر انك تجاملها فقط لذلك من الأفضل أن تعلق بعدها.

- اعتمد دائما على حبها لصديقاتها وأبدي اعجابك باختيارها لهن وقل مثلا «أعرف ما تعنيه لك فلانة.. هي انسانة رائعة فعلا». ولا تنسى ان تمتدحها أمام صديقاتها فهذا سيجعلها تتأكد أنها مركز اهتمامك.

- أثني على سلوكه واسلوبه معك، فامتدحي مثلا طلبه العشاء لك وفتحه باب السيارة لتدخلي، وقولي له أن ذلك يعطيك شعورا رائعا.

دعم

- امتدح دوما اختياراتها بدلا من عرض خيارات اخرى عليها. أبدي اعجابك بمظهرها وسلوكها وكفاءتها. دوما امتدح أي شيء أومنطقة في حياتها وسلوكها هي حساسة تجاهها وتشعر بعدم الأمان.

- قدمي له الدعم النفسي أمام الآخرين. قولي كم هو ذكي ووسيم وناجح على مسمع الآخرين وشجعيهم على المشاركة في التعبير عن الأشياء الإيجابية التي يرونها في شخصيته.

ادعمي افكاره ووجهات نظره عندما يتحداه الآخرون لو كنت فعلا تؤمنين بها وأشعريه أنك مستعدة لخوض المعركة من أجله. يجب أن توقظي الشخصية القوية الواثقة من نفسها في داخله.

- يجب أن يجعل الشخص شريكه يتقبل ويتفهم أي نقد يوجه له ويشرح أن آراء وانتقادات الآخرين هي مجرد آرء تعبر عن زاوية رؤيتهم للعالم. من الضروري استخدام كلمات التعزيز الإيجابية في كل ناحية قد تجعل الشخص يشعر فيه بالفشل عندما ينظر لنفسه.

التعامل مع الأنا المتضخمة

من الجيد أن يؤمن الإنسان بنفسه وقدراته وأن تكون لديه ثقة عالية بنفسه، لكن المبالغة في الشعور بذلك قد تكون شيئا سلبيا ومؤذيا لعلاقتك بالآخرين تماما كالشعور العكسي أو قلة الثقة بالنفس. هذا الشعور المتضخم بالأنا قد يكون له عدة أسباب، منها

هروب

- ربما يكون محاولة للهروب من التعامل مع الآخرين والتواصل معهم بشكل حقيقي. فهو بهذه الحالة غير قادر على تطوير علاقة عميقة ويحاول دوما إخفاء شخصيته الحقيقية مما يجعل الآخرين غير قادرين على الوصول إليه والتقارب معه. هو يبذل جهدا نفسيا كبيرا لخلق هذه الأنا المتضخمة مما لايبقى لديه قدرة ولا طاقة على خلق تواصل حقيقي.

إحباط

- غالبا ما يشعر الأشخاص الذين يحاولون بناء علاقة مع شخص ذي انا متضخمة بالإحباط والفشل. وإذا كان هذا الشخص مغرما بالحديث عن نفسه والتباهي والتفاخر بذاته، فإن من أمامه قد يشعر بحالة نفسية سيئة فلا أحد يحب أن يستمع لشخص دائما ما يذكرهم بأنه إنسان رائع جدا، لإن ذلك السلوك تجاوز الثقة الزائدة بالنفس إلى حالة الغرور المنفرة للأخرين.

مشكلة حقيقية

- الأشخاص الذين تتضخم الأنا لديهم لا يشعرون في الغالب أنه بحاجة لتغيير اي شيء في سلوكهم أو شخصيتهم. هذه الرغبة بعدم التغير من أجل التواصل مع الآخرين وفهم حاجاتهم النفسية وتلبيتها تعــــــــــــــــــمشكلة حقيقية.

استشارة نفسية

- الطريقة الوحيدة للتقرب من هذه الشخصيات هي بمدحها دائما وهذا بالطبع شيء صعب. الحل الحقيقي هو باللجوء إلى مختص نفسي للوصول إلى جذور المشكلة وتشخيصها. هذه الطريقة تمكن هؤلاء الأشخاص من التواصل بشكل حقيقي وعميق مع الآخرين في المستقبل.

رأي علم النفس

المطوع: صفة تكتسب من التربية والتجارب

استشاري علم النفس د. مروان المطوع، الذي أعد برنامجا متكاملا عن كيفية تنمية الثقة بالنفس، تحدث عن أسباب هذه المشكلة وقال:

- الثقة بالنفس شيء مكتسب منذ الطفولة، وهي تعرف بأنها القدرة على التكيف وإبداء الرأي من دون خوف أو تردد والقدرة على اتخاذ قرارات صعبة. وهي أيضا الثقة بإمكانات الشخص نفسه وقدراته ومواهبه ومستواه العلمي.

هذه الصفة تكتسب عبر تجارب الحياة والتربية والتنشئة الاجتماعية. يجب العمل على تنميتها لدى الشخص منذ طفولته عبر إتاحة المجال للتعبير عن الرأي من دون خوف، وهذا يكون ضمن أسرة تتعدد فيها الآراء ولا يوجد فيها رأي واحد هو الغالب.

ضعف الثقة بالنفس هو الخوف مع توقع العقاب أو الحرمان أو الهجوم من الآخرين أو خسارتهم، مما يضطر الإنسان لأن يكبت أراءه للخوف من المراقبة الاجتماعية أو نقد الآخرين له. إضافة لذلك فإن الثقة بالنفس تكتسب من تجارب الحياة، فهي تعلم الإنسان أن يكون واثقا من نفسه.

هناك قاعدة تقول أنه كلما مر الإنسان بأزمات اجتماعية واقتصادية وسياسية في حياته اكتسب ثقة أكبر بنفسه أكثر من الشخص الانعزالي أو الإنطوائي.

ثم تحدث د. المطوع عن الأساليب التي يمكن مساعدة الشخص بها على تعزيز ثقته بنفسه فقال:

- من المهم توفير الأجواء الآمنة الهادئة له للتعبير عن رأيه من دون خوف وعدم توجيه النقد له بشكل مستمر. فكثير من الأشخاص يخطئون في قراراتهم وعندما يحدث ذلك لابد من مناقشة هذه الآراء من دون تسلط أو عدوانية أو احراجه أمام الآخرين.

الشي الآخر المهم لاكتساب الثقة بالنفس هو القراءة والمعرفة التي تتيح للإنسان أن يتزود بالمعلومات مما يجعله واثقا من نفسه عندما يبدي رأيا معينا.

من المهم أيضا التدريب العملي، بمعنى وضع الشخص في مواقف اتخاذ القرار أو طلب رأيه في بعض شؤون الحياة أو إعطائه السلطة لاتخاذ قرارات خاصة بالآخرين حتى يشعر بالنجاح.
التشجيع بالكلمات أيضا أمر مهم جدا، ويجب كذلك تقديم الدعم العاطفي والإنساني له من المقربين منه وأصدقائه المحيطين مع تشجيعه على زيادة احتكاحه بالناس.

النقطة الأخيرة المهمة هي تذكيره دائما بانجازاته واستعراضها أمامه لان الذين تقل ثقتهم بأنفسهم ينسون في الغالب الإنجازات الإيجابية السابقة ويتذكرون التجارب السلبية.

__________________